منتدي ابناء جدو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ملــــــتقي أبناء جــــدو بنيالا
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 دار الفور الكبري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابوالسمؤال
Admin
ابوالسمؤال


المساهمات : 53
تاريخ التسجيل : 24/01/2013
العمر : 34
الموقع : مدير عــــام

دار الفور الكبري  Empty
مُساهمةموضوع: دار الفور الكبري    دار الفور الكبري  Icon_minitime1الخميس يناير 31, 2013 4:23 pm

دارفور الكبرى ..
معلومات أساسية عن الأقليم
الموقع الجغرافي:-
يقع إقليم دارفور بولاياته الثلاث في أقصى غرب السودان ، حيث يجاوره من الشرق الولاية الشمالية وولاية شمال كردفان وولاية غرب كردفان ، ومن جهة الجنوب ولايتا شمال بحر الغزال وغرب بحر الغزال ، ومن الشمال الغربي الجماهيرية العربية الليبية ،ومن الغرب جمهورية تشاد، ومن الجنوب الغربي جمهورية أفريقيا الوسطى .. ويمتد إقليم دارفور في الرقعة الجغرافية التي تمتد بين خطي عرض 9 – 20 شمالاً وخطي طول 16 – 27.3 شرقاً...
المساحة والسكان :-
تبلغ مساحة إقليم دارفور حوالي 196,404 ميلاً مربعاً وهو يحتل خمس مساحة السودان ويفوق في المساحة جمهورية مصر وتعادل مساحته مساحة فرنسا .. ويبلغ عدد سكان دارفور حوالي خمسة ملايين نسمة ينتمون إلى عدة قبائل منها الفور، البني هلبة، التنجر، البرتي، الهبانية، الزغاوة، الزيادية، الرزيقات، المساليت، المعاليا، التعايشة، الميدوب، البرقو، الداجو، بني حسين، التاما، الماهرية، المحاميد، السلامات، المسيرية، العريقات، العطيفات، الفلاتة، القمر، بني منصور، أب درق، الصليحاب، الميما، الترجم، المراريت، وغيرهم من القبائل ذات الأصول العربية والأفريقية، وهنالك بعض القبائل تتداخل مع قبائل تشاد وأفريقيا الوسطى وليبيا .. ولم يعرف إقليم دارفور الانغلاق السكاني حيث أن عدداً كبيرا من سكان شمال وأواسط السودان كالجعليين والشايقية وأهالي دنقلا جاءوا إلى إقليم دارفور بقصد التجارة واستوطنوا فيه .. وحدث الاختلاط والانصهار والتداخل القبلي في دارفور بين مختلف المجموعات العرقية والإثنية ..
المناخ:
يتراوح مناخ إقليم دارفور بين الصحراوي وشبه الصحراوي في الشمال والسافنا الفقيرة في الوسط والسافنا الغنية في الأجزاء الجنوبية منه. وتتميز منطقة جبل مرة في الإقليم من ناحية المناخ حيث يسود فيها مناخ البحر الأبيض المتوسط وبالغطاء النباتي والإنتاج البستاني الذي تتميز به دول حوض البحر الأبيض المتوسط.
الدين واللغة والثقافة:
يدين سكان دارفور بمختلف أصولهم العربية والأفريقية بالدين الإسلامي بنسبة 100% ويهتمون بالأنشطة الثقافية الروحية كحفظ القرآن الكريم وتعلم اللغة العربية، ويتحدث سكان دارفور اللغة العربية إلى جانب العديد من اللهجات المحلية المتداولة وتذخر دارفور بمختلف أنواع الفنون الشعبية كالغناء والرقص الجماعي والفولكلور والفنون اليدوية وقد شهدت دارفور تاريخا حضاريا عريقا حيث نشأت بها الممالك الإسلامية ولا زالت آثارها شاخصة بالإقليم.
التقسيم الإداري:
كان السودان مقسماً إلى 9 مديريات من ضمنها مديرية دارفور، وقد تم في العهد المايوي إعادة التقسيم الإداري في السودان إلى 18 إقليما ، ولكن في عهد الإنقاذ تم إنفاذ طرح الحكم اللا مركزي وتقسيم السودان إلى 26 ولاية ... وكان أن تم تقسيم إقليم دارفور إلى ثلاث ولايات هي ولاية شمال دارفور وعاصمتها الفاشر ، وولاية غرب دارفور وعاصمتها الجنينة ، وولاية جنوب دارفور وعاصمتها نيالا . وتنقسم كل ولاية إلى محليات . وتتكون حكومة كل ولاية من الوالي ووزرائه ومجلس تشريعي يضلع بمهمةالتشريع والرقابة ، ولكل ولاية مجلس وزراء من ست وزارات تغطي جميع الجوانب وتتمثل في :- وزارة المالية والاقتصاد والقوى العاملة ، وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والري ، وزارة التخطيط العمراني والمرافق العامة ، وزارة التربية والتعليم ، وزارة الصحة ، وزارة الشؤون الاجتماعية والثقافية ... وتعمل هذه الوزارات كلُّ في مجال تخصصه وفق خطط وبرامج تجرى متابعتها بدقة وتوجد رقابة عليها من المجلس التشريعي..
التنمية في دارفور:
وفر الحكم اللامركزي لدارفور بولاياتها الثلاث فرصة مشاركة شعبية واضحة ضمن خطط وبرامج لتحقيق التنمية في الإقليم حيث تبذل حكومات الولايات الثلاث جهوداً كبيرة – رغم محدودية الإمكانات من أجل تطوير البنيات الأساسية من طرق وجسور ومطارات ومهابط بالإضافة إلى الاهتمام بالتخطيط العمراني والكهرباء والاتصالات والتعليم والشؤون الاجتماعية والثقافية والزراعة والصناعة وقد حدث في الإقليم تطور ملحوظ في شتى الجوانب يعكس هذا الجدول جزءاً منه:-

بالإضافة إلى ذلك:
* تضم ولايات دارفور 40% من المطارات والمهابط الدولية خارج العاصمة حيث توجد بها ثلاث مطارات دولية في كل من الفاشر ونيالا والجنينة وثلاثة مهابط في كل من الضعين وزالنجي ونجاما.
* حتى عام 1989م لم يكن هنالك طرق تذكر في إقليم دارفور سوى طريق نيالا – كاس – زالنجي ولكن الآن قطع العمل شوطاً بعيداً في طريق الإنقاذ الغربي بطول 796 كيلو متراً .. كما استفادت دارفور من الطفرة الكبرى التي حدثت في الاتصالات والإنترنت وخدمات الهاتف السيار في السودان حيث غطت ولايات دارفور الثلاث.
وبالطبع فإن مشكلات التنمية في السودان تعاني منها مختلف الولايات ومن ضمنها دارفور، وهنالك صعوبات تواجه الولايات كافة ومن الطبيعي أن تكون هنالك ثغرات في العديد من الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وفي مجال الخدمات بحاجة إلى معالجة في ولايات دارفور الثلاث .. ولكن الجهود لم تتوقف لمواجهة احتياجات التنمية والسير على هذا الطريق ...






الفصل الثانى
تاريخ دارفور .. وممالكها وحضاراتها
مدخل عام:
بلاد السودان القديم وأفريقيا، تتلاقي عندها الطرق والدروب ، وتتلاقح فيها الثقافات ، وازدهرت فيها حضارات وممالك عمرت قرون من الزمان ، تجمعت فيها مختلف الشعوب خلال هجرات متفرقة ونزوح قبائل وافدة من حروب أو فلول جيش أو بقايا ممالك أو انشقاقات عن حكم أو مملكة ، وذابت فيها بعض القبائل وتباينت السحنات والألسن ، ولكنها أعطت مزيجاً من الألوان والفنون والحياة.
كان يطلق اسم بلاد السودان على الحزام الواقع جنوب الصحراء وشمال الغابات المطرية والممتدة شرقاً حتى ساحل البحر الأحمر وغرباً إلى نهر السنغال والمحيط الأطلسي.
والسودان الغربي كان يضم ممالك مثل مالي وصنغاى وسوكوتو، والسودان الأوسط يضم ممالك كانم ، برنو، الباقرمي، ووداي.
أما السودان الشرقي فإنه يضم ممالك دارفور (1445م –1874م) ، المسبعات ، ومملكة سنار (1504 –1821) وهى تشكل جزءا من جمهورية السودان الحالية . (من كتاب تشحيذ الأذهان فى سيرة العرب والسودان )
الهجرات من الجزيرة العربية وشمال أفريقيا وأثرها على إقليم دارفور :
أشار أركل فى مذكراته إلى بعض الكلمات والعلامات وأرجعها إلى البربر أو البرابرة ودلل بالعلامة (T) التى وجدت ببعض البوابات والرسومات بالكهوف والعمامة السوداء وإستشهد بها فى وصول أعداد من الناس إلى دارفور قادمين من شمال أفريقيا .
وأثناء هجرة القبائل العربية وبعد جيوش سيدنا خالد بن الوليد ، جاءت إلى السودان ودارفور مجموعات مقدرة منها ، تمازجت مع قبائل دارفور ويمتهن معظمها الرعى والزراعة ، ويرجح أن أبرزها قبيلة الزيادية التى تستوطن حاليا فروعها مناطق الكومة ومليط ( شمال الفاشر ) .
وتحول مملكة دارفور إلى مملكة إسلامية أشار إليه نعوم شقير فى كتابه ( تاريخ وجغرافية السودان ) حيث أشار على لسان الشيخ الطيب محمدين ، أحد علماء دارفور الذين لجأوا إلى مصر أواخر القرن التاسع عشر ، قوله ( إن بعض العباسيين الذين تفرقوا بعد سقوط الدولة العباسية إتجهت جماعة منهم إلى الجنوب ونزلت تونس وكان ضمن هذه المجموعة شقيقان ، على وأحمد سفيان ، وكان على أكبر الأخوين ولكن وقع خلاف بينهما ، فقام على أثره على بضرب أخيه سفيان فعقره ، ولذلك سمى ( أحمد المعقور ) وتفرق الأخوان بعد الخلاف ، فسار أحمد المعقور إلى دارفور يحيط به بعض معاونيه ، فاستقبلهم أحد ملوك دارفور ويدعى ( شاو دور شيت ) وأحسن وفادتهم وأشركهم فى حكم البلاد وزوج أحمد المعقور بنته الوحيدة التى ولدت له ولدا أسماه سليمان وهو الذى تولى الحكم بعد جده ( دور شيت ) وبويع ملكا سنة 1445م وهو بذلك يعد أول سلالة السلاطين العرب الذين حكموا دارفور نحو 443 سنة وكان آخرهم السلطان على دينار .
تاريخ دارفور وكتابات الرحالة الأوائل :
لم يحظ تاريخ دارفور بتدوين وحفظ كاملين ، وظل الكثير من أخباره محجوباً وحرمت الإنسانية منه ولكننا نجد بعضاً منه في كتابات بعض الرحالة والروايات الشفهية.ومن أشهر من زار دارفور وكتب عنها:
1. الرحالة ديفيد ريو ليني عام 1523م.
2. الرحالة الإثيوبي زاقا كرا ليست.
3. الدبلوماسي التركي إيفيليا سلباي.
4. المكتشف بروس
5. الرحالة الإنجليزي د. ج. بروان في عهد السلطان عبد الرحمن الرشيد واستقر بدارفور لمدة ثلاث سنوات.
6. الرحالة محمد بن عمر التونسى في عهد السلطان محمد الفضل وبقي في دارفور لمدة ثمانى سنوات وألف كتابه المشهور تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان.
7. الرحالة هنري بارت وصل إلى بحيرة تشاد بعد التونسى بـأربعين سنة وتلقى أخباراً عن دارفور.
8. الرحالة غوستاف نافتيغال (الألماني) في يناير 1874م جاء قادما من وداي، وبقي بالفاشر 6 أشهر في عهد السلطان إبراهيم محمد حسين (آخر سلاطين الفور) وألف كتابه سلطنة دارفور أقاليمها وأهلها وتاريخها.
ممالك دارفور القديمة
بدأت العصور الوسطى في دارفور في حوالي القرن الثاني عشر الميلادي وسادتها سلطنة الداجو الذين أتوا من الشمال وحدد ابن سعيد وأبو الفدا وابن خلدون وصفهم خلال القرون الثاني عشر والثالث عشر، والرابع عشر إذ كان غرب الواحات المصرية، بين النوبة والكانم، وعرف الداجو باسم التاجوين ولقد اقتصر نفوذ وحكم الداجو على الجزء الجنوبي الشرقي من دارفور. أعقب التنجور حكم الداجو في القرن الخامس عشر الميلادي ، وتركز سلطانهم على الجزء الشمالي من دارفور ويرجح بعض المؤرخين قيام مملكتى الداجو والتنجر جنباً إلى جنب حتى القرن السادس عشر واحدة في الشمال وأخرى في الجنوب. بدأ تاريخ دارفور يتضح مع التنجور وفي عهدهم اختلط العرب بالفور فظهرت طبقة (الكنجارة) ومنها خرجت أسرة كيرا التي انتقل إليها الحكم من التنجور في منتصف القرن السابع عشر واستمر حتى نهاية السلطان علي دينار في 1916م .
استقر الحكم والملك على النظام الإسلامي واشتهرت سلطنة دارفور بالعدل والأمن فبدأت إليها هجرات عربية من الشمال والشرق والغرب فعمرت الأسواق والدروب والمشاغل ومثلت دولة إسلامية مستقلة في شمال أفريقيا عن الخلافة العباسية.


الفصل الثالث
حدود إقليم دارفور القديم :
حدود إقليم دارفور القديم ( تعريف التونسى ) من جهة الشرق أقصى الطويشة، ومن الغرب آخر دار المساليت يعني مملكة المساليت وآخر دار قمر وأول دار تامة وهو الخلاء الكائن بين دار صليح وبينها ومن الجنوب الخلاء بينها وبين دار فرتيت ومن الشمال المزروب.
تتبع لمملكة الفور ممالك صغيرة منها مملكة الزغاوة والميدوب والبرتي ومن خلالها ممالك البرقد، برقو، التنجور، ميمة، الداجو، البيقو، فراوجيه، ولكل هذه الممالك سلطان يوليه عليها سلطان الفور ولهم لبوس واحد وهيئة واحدة إلا ملك التنجور فإنه يلبس عمامة سوداء وكأنه حزين على ذهاب ملك أجداده ( تشحيذ الأذهان ).
وعلى أطراف المملكة الشرقية والجنوبية كثير من عرب البادية الرحالة مثل المسيرية الحمر والرزيقات والفلان وبني هلبه الذين يتبعون الكلأ أينما كان، ولهم الخيل والبقر أما أهل الإبل فمنهم الغزارة من المحاميد والمجانين ، بنو عمران ، بنوجرار، المسيرية الزرق، وكلهم يدفع الجزية للسلطان والرزيقات والمسيرية الحمر يدفعون أقبح أموالهم لقوتهم وتوغلهم في الخلاء.
طول إقليم دارفور من أول بلاد الزغاوة إلى دار دونجيه ويبلغ 60 يوماً ، وإذا تم إضافة الملحقات من كدار رونجيه وفتقرو، ودار بندله، وبينحيه، وشالا كانت أكثر من 70 يوماً.
سكان دارفور القديمة :
الفروع الرئيسية للسكان ( على حسب ما جاء فى كتاب تشحيذ الأذهان لإبن عمر التونسى ) هم قبائل: الداجو والتنجور، الفور، الزغاوة والنوابية.
الداجو: كانوا يعيشون في جبل مرة يكونون جزءاً معتبراً من سكان المديرية الجنوبية، دار أبو أمه، ويعشيون على حدود المديرية الجنوبية الغربية دار أبو ديمه إلى دار سلا، ويحتلون فيها أكثر من مائة قرية . لغة الداجو تختلف تماماً عن لغة الفور وتشبه بعض الشئ لهجات النيل الأبيض.
التنجور: لهم رفعة وحضارة ودخلوا البلاد في القرن الخامس عشر الميلادي ، ويزعمون أنهم من سلالة بنى هلال من شبه الجزيرة العربية، واللغة الوحيدة التي يعرفونها هي اللغة العربية، واختلطوا مع قبائل دارفور بقوة وكأنهم يوحدون النسيج.
الفور: هم الجزء الرئيسي من سكان البلاد ، والسكان الوحيدون في سلسلة جبل مرة، دار أوما ودار ديما، ودار في ودار كرني ودار مادي ويعتبر (الدوقنقا) أشرفهم مولداً، وأسرة الكنجارة بلغت فيها القوة إلى أن البلدان المجاورة ألحقت بها اسم البلاد (دار كنجارة) وكان الناس يتكلمون لغة الكنجارة بدلاً من لغة الفور... وسكان إقليم كويتا الصخري الممتد جنوب غرب جبل مرة في دار أبو ديما هم أنقى عرق، ويسمون بقية الفور تموركيا، وتختلف لهجتهم عن لغات الفور الأخرى.
الزغاوة : تمتد قبيلتهم خارج دارفور ، ويؤلفون مع سطان أنيري البديات وقبلية الوانية الصغيرة والتي تحتل إقليم دنيكانق الصغير أعلى الطريق المؤدي من بنغازي إلى وداي (11) وهم بدو رحل يعيشون على أطراف الصحراء في الصحراء، ولهم مجموعة منتشرة في وداى . أقسام الزغاوة في دارفور: الزغاوة كوبيه، الزغاوة تور، الزغاوة أرينقا، الزغاوة كيلتيو.
النوابية: أصولهم عربية منهم عرب فزارة (جدهم حمد الأفزر) وتحتها قبيلة الزيادية وفروعها الكرومسية والقاصرينة، مراعيهم بوسط المملكة . المعاليا، فروع أولاد عبدون والمعاقلة، الحمر، الرزيقات... الحبابين، الجليدات، المجانين، أولاد أيقوا، بنو عمران، بنو جرار. الهيمات (يتفرع منها الهبانية والتعايشة) والعريقات ، التعالية ، المسيرية ، البديرية ، المهرية ، الكنانة ، الخزامة ، الكرويات ، الترجم ، وبني هلبه.
المسبعات : من فروع الفور التي هاجرت بسبب الحرب إلى كردفان، البرنو جاءوا في عهد السلطان أحمد بكر.
جاءت قبائل أخرى مهاجرة من وادي باقرمي مثل الأبو درق والكرنق والكتشيرة ، المراريت ، الكبجا ، الأورو، اللاتونو، باركاري ، سيريبوك ، أولاد دولل ، أبو الحيرن ، الميرقا، الشاله ، التاحا في أقصى الغرب وسكان جبل مول وبقايا القمر والذين كان لهم سلطان على التامة والزغاوة وكان سلطان القمر أكثر شخصية محترمة في دارفور بعد الملك ( وآخر سلاطينهم هو أبوبكر).
والبرقد والبرتي والميمة والمساليت هي من القبائل التي تم إخضاعها بالغزو وتعيش بأعداد كبيرة في دارفور الأصلية.
والميدوب الذين يعيشون في أقصى الشمال الشرقي للمملكة ومنهم برز الوزير آدم طربوش والد آخر وزير لدارفور.
وفي الحدود الجنوبية تعيش أعداد قليلة من الفروجه والفنقرو وفي الجنوب الغربي القصي تعيش قبائل صغيرة المونش، الكارا، البنقا، الشالا، وفروع من الباندة والكراج والقولا والبنقو ويدفعون الجزية للمملكة عدا القولا والبنقو فإنهم يدفعون الجزية لوداي .


تعداد السكان (1840 م ) :
المناطق الإدارية (12) منطقة:
المديرية الشمالية بها 5.900 قرية ويقدر عدد سكانها ب 300 ألف نسمة.
المديرية الشرقية ويقدر عدد سكانها ب 200 ألف نسمة
المديرية الجنوبية ب 500 ألف نسمة
المديرية الجنوبية الغربية ب 600 ألف نسمة.
أقاليم العرب الثلاثة المنفصلة ب 500 ألف نسمة.
جبل مرة ب 100 ألف نسمة ( ويديره الملك مباشرة).
وتقديرات جملة السكان في دارفور (2.500.000) نسمة.
نظام الحكم في دارفور ( القرن السادس عشر ) :
الضرائب:
تجي مفروضة على الغلال والماشية والعقارات والرسوم الجمركية، وتضاف إليها الفطرة في شهر رمضان والزكاة التي تسمى (العشر) ورئيس الجباة يدعى الأبوجباية.
ضريبة التكاكي يجبيها الفقيه وتصل إلى 100 ألف تكاكي.
الضريبة تبلغ العشر للثيران والإبل، وعلى الأراضي توقندي ، 100 على الأرض المزروعة ( وطولها 500 خطوة وعرضها 500 خطوة ) ورسوم الجمارك هي خمس مقطع ترومبا على كل حمولة جمل ( آت بطريق من كردفان ، أو من الغرب من وداي).
من زراعة دارفور:
القطن ، الدخن ، السمسم ، الدوم ، الليمون ، التبلدي ، التمرهندي ، الموز، أشجار السيال ، والطلح والهشاب والهجليج ، التوت ، الجميز الأبيض ، الجيجا ، الهبيل ، الحميض ، الأموديكا ، الجخجاخ ، المخيت ، الصباحا ، والجنخير ، الدليب ، وتبغ الفلاحين وشجرة زيت النخيل وشجرة السمن.
النظام الإداري في مملكة الفور
المناصب الرئيسية :
1. أروند ولنيج ويعني رأس السلطان.
2. الكامنة (أو أباخوري، أو أبو الفور، ويعني رقبة السلطان.
3. أبا أو مانيح (قرين للكامنة) ويعني فقرات ظهر السلطان.
4. أيا ديما يعني ساعد السلطان اليمين.
5. التكنيكاوي يعني ساعد السلطان الأيسر.
6. الأب الشيخ هو أعلى منصب وله حق القتل بغير إذن من السلطان ويعني (عجيزة الملك).
7. الأمناء وعددهم أربعة ملازمون لمجلس السلطان.
8. الكوريات: وعددهم أربعة.
9. سو ميند قلة
10. كور كوا
11. منصب ملك دريباية وهو خصي ويمثل ولي العهد للشيخ الأب.
12. ومنصب وريدايا وهو بواب الرجال( ).
13. ملك العبيدية
14. منصب ملك القوارين أي المكاسين وهو الذي يحكم على التجار.
15. ملك الجباين ويجمع الحبوب.
16. الشراتي وهم حكام الأقاليم وواحدهم شرتاي.
17. دمالج هم حكام القبائل وواحدهم دملج.
18. ملك الموجيه وهذا المنصب له واجبات غريبة وزي غريب على رأسه عصابة فيها صفحة من حديد، مستديرة الشكل على التجويف، ويثبت على العصاية ريشة أو ريشتان، وعلى الطرطور ودع وخرز، في الرجل اليمنى خلخالان من الحديد، وفي الرجل اليسرى خلخال واحد، وتحت الإبط جراب صغير مستطيل، وبيده عصا معوج أعلاها والموجيه لا يخشى السلطان ويذيع إليه أي أمر.ويعلن الأحكام والأوامر (بعد المغرب وقبيل العشاء) ومن غرائب هذا المنصب أنه الوحيد الذي يداعب السلطان وربما يحق له قول كل شئ ويفشي كل ما يسمعه من الأمراء أمامهم وأمام السلطان فهو أذن السلطان ولسانه ولا يتحدث إلا بلغة الفور


ممالك دارفور والإسلام

بسط الإسلام تحت ظل الكيرا وأزدهر في عهد السلطان سليمان صولون في حوالي العام 1600م ولقد خلفه ابنه موسى وحكم 45 سنة (1637 –1682) ولقد كان محباً للسلام وأجبر على حرب القمر لخطورة تمردهم وعصيانهم، وأضطر أيضاً لخوض حرب كبيرة على المسبعات بكردفان، ودفن بعد موته مع أبيه في طرة( جوستاف نافتيقال ) .
وخلفه أحمد أبكر الذي مثل أعظم ملك بعد دالي وسليمان صولون، ودام حكمه لمدة 40 عاماً،(1682ـ1722م), ولقد أسس دولة إسلامية حقيقية جمع لها العلماء والفقهاء والمدارس والمساجد,وأدخل في نظامه الواجبات والفروض الدينية من صلاة وصيام..
ولقد إتخذ نظماً في الإستثمار جذبت الأجانب من المتقدمين في التجارة والعلوم إذ ضمن لهم أموالهم وأملاكهم وإعفائهم من الضرائب فازدهرت الحياة المدنية وبدأت الهجرات الرئيسية من برنو وباقرمى بأعداد كبيرة من الفلاتة والبولالا والعرب وأهل وادي النيل.وفي عهد السلطان أحمد أبكر تم إسقاط حكم القمر,وطرد أهل وداي من دارفور,كمااشتهر بهزيمة جيش وداي الذى تجاوز الطينة وإقترب من شوبا,فسميت منطقة المعركة "كبكابية" والتى تعنى في لغتهم "رموا دروعهم".كتب بالحكم إلى إبن أحمد بكر محمد داورا(1722ـ1732م) ـ ودفن مع بقية الملوك في طرة.
ثم جاء عمر وكنيته "عمر ليل" (1732ـ1739 م). وأعقبه السلطان أبوالقاسم (1739ـ1752 م) ومن بعده جاء السلطان محمد تيراب(1752ـ1785م) والذى أقام في شوبا وبنى بها قصره الضخم من الطوب المصنوع بمرق الثيران,وبلغ طول قصره 55 متراً وعرضه 20 متراً وإرتفاعه 72متراً وبه33 غرفة لزوجاته الـ33 المفضلات وجعلت به مؤونة عام كامل ومعها365 خروفاً, ويحكى أنه إنقطع عام كامل لايراه أحد إلا وزيره ، وبنى قصرا لأمه ومسجد شوبا الواسع الذى لا تقل مساحته عن 1600 متر مربع وماتزال أثار المسجد والقصر ومنزل أم السلطان باقية إلى اليوم. ولقد تمرد أبزقد في عهده وبعد وفاته أوصى لإسحق تيراب ولكن قادة الجيش إجتمعوا على تولية أخيه عبدالرحمن والذى عاش في شوبا ثم الطينة ثم تندلتى"الفاشر" ولازمه الوزير الشيخ كرا الذى ينتمى إلى التنجور.
ولقب السلطان عبدالرحمن "الرشيد"ولقد حفظ القرآن الكريم وقرأ في الفقه وعرف الحلال والحرام,وكان يصوم الخميس والأثنين على الدوام,ويصوم رجب وشعبان ورمضان ، وكان يحب أهل العلم ويكرمهم.
وقد أبطل السلطان عادة ملوك الفور التى توجب أن يمكث سبعة أيام في بيته لايسأل عن حكم ولا أمر ولا نهى,بل يجلس للتهنئة والسرور,وقال عنها:"بئس العادة,ليست في كتاب الله,ولافي سنة رسوله"صلى الله عليه وسلم".
وأقوى خطبة له أمام جميع أرباب الدولة:
"إن كان لكم أربٌ في ان أكون سلطاناً عليكم,تُبطلوا الظُّلم ولاتتحدث به أنفسكم,وتتوبوا إلى الله تعالى منه ، فإن الظلمَ يُخرب الدول ويُقصر أعمار الملوك" فقالوا سمعاً وطاعة.
فأنذر أخيه إسحق بن تيراب الذى عين خلافاً لما أوصى به السلطان أحمد بكروحاربه حرباً لاهوادة فيها ويحكى أن أرضها أصبحت بلقعاً لا تنبت لكثرة ماسال فيها من الدماء,وتوالت بينهم المواقع حتى قتل إسحق وتفرق جيشه وبعضهم دخل في قاعة السلطان عبدالرحم وبعدها نزل السلطان تندلتى المسمى الآن بالفاشر,ونظر في أمر الرعية وابطل المكُوش ، ورفع المظالم ، وإنتبه لإعمار البلاد ورفاهية الحال وقطع الإعلانَ بشرب الخمر والزنا,وأمَّن الطرق وكانت قبله مخوَفة,حتى أصبحت المرأة تسافر من اقصى البلاد إلى أدناها محملةً بالحلى والمتاع وكثرت التجارة وتتابع الخصب وأظهر العدل التام فكان لايكرم ظالماً مهما كانت قرابته ( ).
أغار هاشم المسبعاوي ملك كردفان السابق على عامله بكردفان فجهز جيشاً بقيادة الشيخ محمد كرّا فأرجع كردفان لحكمه واستوطنها وزيره كرا لمدة سبع سنين.
لما توفي السلطان عبد الرحمن كان أبنه محمد الفضل صغيراً فتولى الحكم نيابة عنه الشيخ محمد كرا ولقد كان للسلطان من الأبناء محمد فضل ، ومحمد بخاري، وحواء، ست البنات، أم سلمي وعلي.
إقليم دارفور والغزو التركي :
في أيام السلطان محمد الفضل أرسل محمد علي باشا أبنه إسماعيل بجيش جرار لفتح سنار، وأرسل صهره الدفتردار لفتح كردفان التي كان عليها عامل سلطان دارفور المقدوم مسلم، فهزمه الدفتردار ولم يهب السلطان لنصرته ولكنه أرسل جيشاً بقيادة أبو لكيلك فحارب حتى قتل القائد وانهزم الجيش( ) ( في سودري بين خوجه والأبيض ) وبعدها أخذ السلطان محمد الفضل في عمل التحصينات والاستعدادات وكان يعمل على تأمين الصحراء الشرقية الشمالية، ولم يخف على سلطنته من الجنوب وهي الجهة التي دخل منها الزبير باشا على مملكته.
وكان للسلطان محمد أخ يكرهه يسمى أبا مدين، فر منه إلى كردفان وبدأت تصل الرسائل من محمد علي باشا يطلب فيها تسليم دارفور، وكان من ردود السلطان المشهورة.
إنكم طالبون دولتنا وطاعتنا، وانقيادنا لكم، هل بلغكم أننا كفار وجب لكم قتالنا، وأبيح ضرب الجزية علينا، أو غركم قتالكم مع ملوك سنار والشايقية فنحن السلاطين وهم الرعية، أم خطر لك خاطر من عقلك بأن لك رباً قوياً ولنا رب ضعيف؟... ولقد توفي هذا السلطان في عام 1839م.
إقليم دارفور والحملة سنة 1843م :
في زيارة محمد علي باشا إلى السودان في عام 1838م والتي قابله فيها أبو مدين ابن سلطان دارفور الهارب من تندلتي إلى كردفان وسأله من وعده بغزو دارفور فأمره ان يسبقه إلى مصر بدأت الحملة في 1843م وسار معها الأمير أبو مدين ممنياً نفسه بعرش دارفور، وجاءته الأخبار بموت السلطان محمد الفضل وتولي ابنه اليافع حسين الملك (وعمره ثماني عشر سنة)، وطارت بالأمير الهواجس والأحلام والفرح حتى ذهب عقله ، ثم تعافى بعد خمسة عشر يوماً وأعطى رسائل لأحمد باشا جركس حاكم سنار( ) ولقد أدى فشل قوات سنار في المناورات العسكرية والأمطار إلى تأجيل الحملة.
بعد وفاة السلطان محمد الفضل تولى الحكم أبنه محمد الحسين (1839م –1874م)، وأبرز الأحداث في عهده واقعة القرطاس المشهورة بين عربان المعاليا وعربان حمر، وأول من أدخل الأسلحة النارية لجيش دارفور.
بداية انهيار سلطنة دارفور







السلطان إبراهيم يقود شعبه وجيشه بنفسه
في أواخر عام 1873 م شن أحمد شطة هجوماً على أحد قادة الزبير باشا في منطقة الرزيقات ، وهزمه واستدرك بعدها عظم قوات الزبير فأرسل رسالة يسترضي الزبير، ولكن جنده لم يعجبهم ذلك وغرهم انتصارهم على الفور فاندفع بحمق ليلاً نحو قوات الزبير في معركة كبيرة أودت بحياة أحمد شطة وثمانية من أكبر رجالات دارفور.
واستغلت حكومة إسماعيل باشا العداء بين الزبير وسلطنة دارفور، فزودته بقوات نظامية ومدفع، وبدأ يناوش السلطنة.
وحتى تلك اللحظات لم يقدر أهالي دارفور خطر الاتراك والزبير واستبعدوا فكرة الغزو، ولكن الملك إبراهيم كان ذكياً فاجأ الزبير بالحرب، واستطاع الزبير هزيمته بدرجة كبيرة فتقهقر ولكن عزمه كان قوياً بأنه إذا هاجمه الأتراك وتوغلوا في قلب بلاده ان يقود شعبه ويحاربهم حتى يموت رجلاً وهذا ما حدث بالفعل.
ويقال إن الحاكم العام المصري في السودان قد تحرك من كردفان إلى شاكا، وتقدم في المملكة المجاورة ومعه الزبير.
وبما ان الأمطار تبدأ في أغسطس وبجنوب دارفور مستنقعات كثيرة ، يتعرقل المسير عبرها متى ما نزلت الأمطار، فلقد استقر رأي إسماعيل باشا على الزحف على الطريق المباشر إلى الغرب للهجوم على وسط دارفور، وكان هذا أقصر طريق يمكن استخدامه حتى في موسم الأمطار لأن تربته رملية، ويمكن للجمال، ان تقطعه حتى في الخريف.
ونسق الهجوم بين الزبير وإسماعيل فأمر الزبير بمغادرة شاكا في يوم واحد ، وان يتقدم عن طريق الكلكلة حتى منطقة الهبانية، مروراً بدار وكلتا وهي مناطق حدودية وبعده تحرك إسماعيل باشا وتحت قيادته ثلاثة آلاف رجل وثلاثة مدافع وثلثي الجيش من الفرسان غير النظامين وكان للزبير تسعة آلاف جندي (أي ثلاثة أضعاف جيش إسماعيل).
وفي منواشي ، التقى جيش الزبير والملك إبراهيم، وقتل الملك إبراهيم واخوه الأكبر أبو البشر، وفي بداية خريف 1874م دخل إسماعيل باشا المدينة، وانسحب منها عم الملك إبراهيم إلى جبل مرة مع بقية الجيش، محاولاً تنظيم المقاومة من جديد واستقر إسماعيل بالعاصمة، بينما تقدم الزبير باشا برجاله إلى داخل الجبال التي كان سكان السهل يعتبرونها غير قابلة للاختراق ، وأقام مقره الرئيسي في طرة.
واضطر العم حسيب الله إلى التسليم للحكم التركي في عام 1875 م ( وفترة خضوع دارفور للحكم التركي 1874م – 1897 م ) . وبذلك يكون آخر سلاطين الفور إبراهيم (1874م –1875م) والذى قتله جيش الزبير باشا في بلدة منواشي في 24 أكتوبر 1875م فدخلت بعدها سلطنة الفور في حوزة الحكم التركي سنيناً عدة.
دارفور فى فترة المهدية
إقليم دارفور نجا به الموقع فسلم زمنا غير قليل من حكم الأتراك ، وفى نوفمبر 1875 سقط كآخر إقليم سودانى فى الحكم التركى ، لتشهد مناطقه ثورات ومحاولات عديدة للتحرير . ولما ظهر المهدى بدعوته ولجأ بعد حادثة الجزيرة أبا إلى كردفان ليواصل ثورته الجديدة ، إحتشد له الناس والأنصار من مختلف أقاليم السودان وخاصة أبناء دارفور ، وكان أشهرهم خليفته عبدالله تورشين الذى جعله المهدى خليفته الأول ، وحكم بعده السودان لأكثر من 13 عاما . وبرز قادة وأمراء من إقليم دارفور مثل خالد زقل ، ووهاجر عدد منهم إلى الجزيرة أبا وأمدرمان .. وتواجد فروع لعدد من قبائل دارفور بأمدرمان والجزيرة أبا بوسط السودان يدلل على التواصل بين اقاليم السودان المختلفة .
على دينار وإستعادة السلطنة :
إبان فترة الغزو البريطاني وبعد موقعه كرري تمكن السلطان على دينار من التوجه إلى الفاشر وبسط حكم السلطنة من جديد ، وكان يعمل على إيواء الثوار ودعم ومساندة المقاومةالشعبية المهداوية بوسط بلاد السودان وشرقه وشماله والإنجليز يناوشونه حتى إنهد آخر فصول سلطنة الفور في العام 1916 م بعد استشهاد السلطان علي دينار بجبل مرة وشهدت العاصمة الفاشر ولأول مرة في تاريخها ضرباً قاسياً بالطائرات وهدمت أجزاء من قصر السلطان والدور والمنازل وأضطر السلطان إلى الانسحاب من الفاشر قاصداً جبل مرة. والجدير بالذكر أن السلطان على دينار كان من أبرز المشاركين فى الثورة المهدية وكان أميرا بجيش الخليفة عبدالله التعايشى .
ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وأطماعها فى دارفور
قبيل بدايات الغزو الإستعمارى لأفريقيا ظهرت أطماع الدول الغربية وتسابقها المحموم على ثروات الشرق وأفريقيا ، ومثلت معظم زيارات الرحالة وكتابات المستشرقين تمهيدا علميا وعمليا لمحاولات التدخل فى السودان ، والإستفادة من الخلافات الداخلية بين الأمراء والقبائل والممالك وما صاحبها من هروب بعضهم إلى خارج البلاد للبحث عن مساعدات . وقد كان أشهر هذه الوقائع هروب الأمير أبو مدين إلى مصر حيث قابله فيها الطبيب الفرنسى بيرون . وبيرون هذا هو نفس الطبيب الذى خط لإبن عمر التونسى كتابه ( تشحيذ الأذهان ) وكان سببا لدفع التونسى لتدوين ذلك الكتاب وله رسومات وخرط دقيقة يحدد فيها حدود إقليم دارفولر .
أما ألمانيا فإن السلطان على دينار خاطبها أكثر من مرة أبان الحرب العالمية الأولى الأمر الذى فتح شهيتها للتدخل فى إقليم دارفور . ومن ناحية أخرى فإن تسابق كتشنر والفرنسيين نحو فشودة يأتى فى سياق الأطماع الإستعمارية . ولكن الفهم السائد فى دارفور والأعراف حسب ما أورده الرحالة الألمانى جوستاف ( أن أهل دارفور لا يقبلون الإنسان الغربى ) واشتكى من معاملتهم الغليظة له ومنعه من الوصول إلى العديد من المناطق وخاصة مناطق جبل مرة وأنهم كانوا ينظرون إليه بعين الشك والريبة . وأضاف أن حكام دارفور إستغلوا هذه المعاملة وهذا الفهم ليمنعوه من الغوص فى أعماق البلاد والناس بحجة حمايته وضمان سلامته . ولذلك نجد معظم دول أوربا لم تفكر فى ذلك الوقت فى غزو إقليم دارفور وكان للفرنسيين واقعة مشهورة مع المساليت إذ صدوا جيوشهم باستبسال وحافظوا على حدود دارفور الحالية مع تشاد .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abnajidow.7olm.org
 
دار الفور الكبري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي ابناء جدو  :: الفئة الأولى :: مـــــجلة القبيلة-
انتقل الى: